جمال عبد الناصر ومحمد وجيه
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في خطبة الجمعة بالأمس التي ألقاها بأسوان أن القرآن الكريم ربط بين الأمن والرزق في مواضع عديدة ، منها قوله تعالى : ” وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ” (النحل: 112) ، فلما كانت آمنة مطمئنة كان رزقها يأتيها رغدًا من كل مكان ، وعندما كفرت بأنعم الله (عز وجل) وفي مقدمتها نعمة الأمن أذهب الله (عز وجل) عنها نعمتي الرزق والأمن معًا ، وأذاقها لباس الجوع والخوف ، ويقول سبحانه : ” … أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ” (القصص: 57) ، ويقول (عز وجل) : ” فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ” (قريش: 3-4) ، ويقول سبحانه على لسان إبراهيم (عليه السلام) : ” رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ …” (البقرة: 126) ، ويقول سبحانه : ” وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ” (الأنفال: 26) ، فالعلاقة بين الأمن والرزق ، أو بين الاقتصاد والأمن علاقة وثيقة ، إذ لا استقرار ولا اقتصاد ولا استثمار ولا نمو إلا في ظل مناخ آمن مستقر يشجع الاقتصاد والاستثمار .